مـنــتـديـات دٌرر الإسلام

أهلا بك في منتدايات دٌرر الإسلام



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنــتـديـات دٌرر الإسلام

أهلا بك في منتدايات دٌرر الإسلام

مـنــتـديـات دٌرر الإسلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اســـلامـــي عــــام

المواضيع الأخيرة

» المشروبات الساخنة مفيدة في الصيف
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالخميس سبتمبر 02 2010, 17:56 من طرف فيافي

» كل واحديختار رقم من 1_10 ونشوف شو شاغل تفكيره
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالخميس فبراير 18 2010, 17:21 من طرف *@ درة مكنونة @*

» سؤال لكل فتاة لو شجاعة ردي
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالأربعاء فبراير 10 2010, 06:26 من طرف سعيده بوحدتي

» منتديات ~عالم الابداع والتكنولوجيا~
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالثلاثاء فبراير 09 2010, 04:48 من طرف *@ درة مكنونة @*

» بالامس كنت معنا واليوم انت تحت التراب
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالسبت يناير 23 2010, 13:06 من طرف *@ درة مكنونة @*

» همي شعر جميل
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالخميس ديسمبر 24 2009, 13:05 من طرف ملاك الصمت

» رسالة من الاخ ابوعبدالرحمان الى اعضاء منتدى لحن الحياة
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالسبت ديسمبر 19 2009, 12:00 من طرف ملاك الصمت

» حدد هدفك في الحياة بدقة وبعد ذلك اعمل على تحقيقه
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالإثنين ديسمبر 14 2009, 04:19 من طرف ahlam aya

» عضو جديد
الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Emptyالجمعة ديسمبر 04 2009, 08:24 من طرف فيافي

التبادل الاعلاني


    الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا

    avatar
    hassan_2010
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 1
    نقاط : 3
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 12/11/2009

    الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا Empty الرحيــــل .. قصة مؤثرة جدااا

    مُساهمة من طرف hassan_2010 الخميس نوفمبر 12 2009, 16:03



    الرحيــــل


    سألت الدار تخبرني .... عن الأحباب ما فغلوا
    فقالت لي أناخ القومُ .... أياما وقد رحلوا
    فقلت فأين أطلبهم .... وأي منازل نزلوا
    فقالت بالقبور وقد .... لقو والله ما فعلوا


    بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم .. ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم ..
    تبحث عنها تجدها في مصلاها .. راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء ..
    هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل ..
    كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي ..
    أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عُرفت به ..
    ومن أكثر من شيء عُرف به ..
    لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي ..
    بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاما متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة ..
    هاهو الآذان يُرفع من المسجد المجاور ..
    عدت إلى فراشي ..
    تنادي من مصلاها .. نعم ماذا تريدين يا نورة؟
    قالت لي بنبرة حادة: لا تنامي قبل أن تصلي الفجر ..
    أوه .. بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه كان الآذان الأول ..
    بنبرتها الحنونة .. هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش ..
    نادتني .. تعالي يا هناء بجانبي ..
    لا أستطيع إطلاقا رد طلبها .. تشعر بصفائها وصدقها .. لا شك طائعا ستلبي ..
    ماذا تريدين ..
    اجلسي ..
    ها قد جلست ماذا لديك ..
    بصوت عذب رخيم: "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة" ..
    سكتت برهة .. ثم سألتني ..
    ألم تؤمني بالموت؟
    بلى مؤمنة ..
    ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة؟
    بلى .. ولكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل ..
    يا أختي ألا تخافين من الموت وبغتته ..
    أنظري هند أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانة .. وفلانة ..
    الموت لا يعرف العمر .. وليس مقياسا له ..
    أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المظلم ..
    إني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن ..
    كنت أظن أنك وافقت للسفر معنا هذه الإجازة ..
    فجأة تحشرج صوتها واهتز قلبي ..
    لعلي هذه السنة أسافر سفرا بعيدا .. إلى مكان آخر ..
    ربما يا هناء .. الأعمار بيد الله .. وانفجرت بالبكاء ..
    تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سرا أن المرض ربما لن يمهلها طويلا ..
    ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ..
    مالك تفكرين؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ..
    هل تعتقدين أنني أقول هذا لأنني مريضة ..
    كلا .. ربما أكون أطول عمرا من الأصحاء ..
    وأنت إلى متى ستعيشين .. ربما عشرون سنة .. ربما أربعون .. ثم ماذا ..
    لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة ..
    لا فرق بيننا كلنا سنرحل ونغادر هذه الدنيا إما إلى جنة أو إلى نار ..
    ألم تسمعي قوله تعالى: "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز" ..
    تصبحين على خير ..
    هرولتُ مسرعة وصوتها يطرق أذني .. هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
    الثامنة صباحا ..
    أسمعُ طرقا على الباب ..
    هذا ليس موعد استيقاظي ..
    بكاء .. وأصوات .. يا إلهي ماذا جرى ..
    لقد تردّت حالة نورة .. وذهب بها أبي إلى المستشفى .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    لا سفر هذه السنة .. مكتوب عليَّ البقاء هذه السنة في بيتنا ..
    بعد انتظار طويل ..
    عند الساعة الواحدة ظهرا .. هاتفنا أبي من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة ..
    أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير ..
    عباءتي في يدي ..
    أين السائق ..
    ركبنا على عجل .. أين الطريق الذي كنت أذهب لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصيرا ..
    ماله اليوم طويل .. وطويل جدا ..
    أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي ألتفت يمنة ويسرة ..
    زحام أصبح قاتلا ومملا ..
    أمي بجواري تدعو لها .. إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيع وقتا أبدا ..
    دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى ..
    هذا مريض يتأوه .. وهذا مصاب بحادث سيارة .. وثالث عيناه غائرتان ..
    لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة ..
    منظر عجيب لم أره من قبل ..
    صعدنا درجات السلم بسرعة ..
    إنها في غرفة العناية المركزة ..
    وسآخذكم إليها ..
    ثم واصلت الممرضة ..
    إنها بنت طيبة .. وطمأنت أمي أنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها ..
    ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد ..
    هذه هي غرفة العناية المركزة ..
    وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة ..
    أرى عيني أختي نورة تنظر إلى أمي واقفة بجوارها ..
    بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دموعها ..
    سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدث معها كثيرا .. دقيقتين كافية لك ..
    كيف حالك يا نورة ..
    لقد كنتِ بخير مساء البارحة .. ماذا جرى لك ..
    أجابتني بعد أن ضغطت على يدي: وأنا الآن ولله الحمد بخير ..
    الحمد لله .. ولكن يدك باردة ..
    كنت جالسة على حافة السرير ولامست ساقها ..
    أبعدته عني ..
    آسفة إذا ضايقتك ..
    كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى: "والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق" ..
    عليك يا هناء بالدعاء لي .. فربما أستقبل عن قريب أول أيام الآخرة ..
    سفري بعبد وزادي قليل ..
    سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت .. لم أع أين أنا ..
    استمرت عيناي بالبكاء .. أصبح أبي خائفا عليَّ أكثر من نورة ..
    لم يتعودوا هذا البكاء والإنطواء في غرفتي ..
    مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ..
    ساد صمت طويل في بيتنا ..
    دخلت عليَّ ابنة خالتي .. ابنة عمتي ..
    أحداث سريعة ..
    كثر القادمون .. إختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته ..
    نورة ماتت ..
    لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا ..
    يا الله .. أين أنا وماذا يجري .. عجزت حتى عن البكاء ..
    فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير .. وأني قبلتها ..
    لم أعد أتذكر إلا شيئا واحدا ..
    حين نظرت إليها مسجاه .. على فراش الموت ..
    تذكرت قولها: "والتفت الساق بالساق" ..
    عرفت حقيقة أن "إلى ربك يومئذ المساق" ..
    لم أعرف أنني عدت إلى مصلاها إلا تلك الليلة ..
    وحينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي فنحن توأمين ..
    تذكرت من شاركني همومي ..
    تذكرت من نفَّست عني كربتي ..
    من دعت لي بالهداية ..
    من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب .. الله المستعان ..
    هذه أول ليلة لها في قبرها ..
    اللهم ارحمها ونوّر لها قبرها ..
    هذا هو مصحفها .. وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
    بل هذا الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي ..
    تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة ..بكيت بكاء متواصلا ..
    ودعوت الله أن يرحمني ويتوب علي ويعفو عني ..
    دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو ..
    فجأة سألت نفسي ماذا لو كانت الميتة أنا؟ .. ما مصيري؟ ..
    لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني ..
    بكيت بحرقة ..
    الله أكبر .. الله أكبر .. هاهو آذان الفجر قد ارتفع .. ولكن ما أعذبه هذه المرة ..
    أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أردد ما يقوله المؤذن ..
    لفلفت ردائي وقمت واقفة أصلي صلاة الفجر ..
    صليت صلاة مودع .. كما صلتها أختي من قبل وكانت آخر صلاة لهـا ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19 2024, 23:07